أقام المركز الوطني للوثائق والمحفوظات بالمملكة العربية السعودية بالتعاون مع منظمة التعاون الإسلامي، والفرع الإقليمي العربي للمجلس الدولي للأرشيف (عربيكا) صباح يوم الخميس في التاسع من يونيو لعام 2022م، ندوةً علميةً تحت عنوان “الأرشيفات الوطنية في الدول الإسلامية.. التجارب المميزة والتوجهات المستقبلية”، وذلك بفندق الموفمبيك بمدينة الرياض
وأكد معالي المشرف العام على المركز الوطني للوثائق والمحفوظات الدكتور فهد بن عبدالله السماري أهمية الندوة وأهدافها المستقبلية المتمثلة في الدعوة لإقامة تكتل أرشيفي إسلامي يسهم في تعزيز العمل الإسلامي المشترك، ويوفر الدعم اللازم للأرشيفات الوطنية في الدول الإسلامية الأقل نمواً، ويسهم في تدعيم العلاقة بالمجلس الدولي للأرشيف في جهوده لتقريب الشعوب والباحثين والاستفادة من الخبرات والكفاءات

ثم أُلقِيَت كلمة معالي الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، ألقتها نيابةً عنه الدكتورة أمينة الحجري، عبَّر فيها عن حرص المملكة على تعزيز التعاون والتكامل، مما يؤكد وحدة الانتماء والعلاقات المشتركة والتضامن، مثمناً دور المركز الوطني للوثائق والمحفوظات في المملكة في تنظيم هذا الحدث وتحقيق أهدافه، إضافةً إلى التعاون القائم بين الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي والمركز، وما يمثله الأرشيف من مكانة وتوسيع اتجاهات ودعمه للتقنيات الحديثة من المعلومات والوثائق في الأرشيف، والارتقاء بها، ونشر الثقافة الوثائقية، ورفع الوعي في كل فئات المجتمع

وتناولت الورقة العلمية “قيمة أرشفة الموروثات في المنطقة العربية مملكة البحرين كنموذج مع ضرورة اعتماد كمناهج جامعية”، ألقتها مديرة الأرشيف الوطني البحريني الدكتورة صفاء إبراهيم العلوي، مبينةً قيمة الموروثات الأرشيفية في المنطقة العربية، وضرورة تدريسها بوصفها مناهج في الجامعات العربية، ومدى فائدتها بوصفها مراجع للباحثين في الدراسات التاريخية والاجتماعية والاقتصادية والمعمارية، وأهمية الأرشفة والتوثيق بوصفها مصادر معلومات أولية يجب حفظها للأجيال القادمة، وإقامة الفعاليات المشتركة بالمنطقة، وإيجاد قنوات التواصل بين (عربيكا) والمؤسسات القائمة على التراث، مستعرضةً تجربة مملكة البحرين في حفظ التراث المادي وغير المادي

وأبرزت دولة الإمارات من مشاركتها بورقة “التمكين والأرشيف” التي ألقاها مدير إدارة الأرشيفات حمد المطيري دور الأرشيف والمكتبة الوطنية في الإمارات من خلال مسرعات ومشاريع التحول في ترسيخ السمعة المؤسسية للأرشيف والمكتبة الوطنية واستدامتها، وكذلك توفير الخدمات الرقمية وتطوير الموارد البشرية وتأهليها وتمكينها من خلال الدراسة الأكاديمية والدورات التخصصية، إضافةً إلى المنصات الرقمية، والاستشارات، والذكاء الاصطناعي والمستقبل في الأرشفة والتوثيق، وأهمية تأسيس مجلس الشباب الأرشيفي الذي يهدف للمواءمة، والتمكين، وإيجاد نماذج وطنية عالمية والتواصل مع الشباب بإيجاد منصة رئيسة لهم

فيما شاركت الأردن بورقة عمل “مركز الوثائق والمخطوطات ودراسات بلاد الشام الأرشفة من النظام التقليدي إلى النظام الإلكتروني واقع وطموح”، ألقاها مدير مركز الوثائق والمحفوظات بالجامعة الأردنية الهاشمية الدكتور سلامة النعيمات، بيَّن خلالها دور مقتنيات المركز وما يحتويه من مخطوطات تجاوز عددها 40 ألف مخطوطة مصورة متنوعة جُمِعت من بلدان: المملكة العربية السعودية والولايات الأمريكية وهولندا وفرنسا وألمانيا وبلجيكا والنمسا وإيطاليا والبوسنة وتركيا وإيران والهند والعراق والمغرب ومصر والكويت وتونس واليمن ولبنان وسوريا وفلسطين وموريتانيا، بهدف تزويد الباحثين والدارسين بما يحتاجونه من الرجوع لها في البحث والتأليف، إضافةً إلى سجلات المحاكم الشرعية والأوقاف والبلديات في مدن بلاد الشام، والصحف والمجلات، وكذلك ترميم الوثائق وتعقيمها وحفظها، وأرشفتها إلكترونياً بأحدث التقنيات

ثم اختتمت البحرين مشاركتها بورقة عمل “مشروع لتنظيم أرشفة وإدارة الأرشيفات الخاصة ووثائق الأهالي”، ألقاها منسق الأرشيف الوطني البحريني محجوب صالح بابا، عبر فيها عن أهمية تكاتف الجهود بين الدول الأعضاء في تحقيق التوصيات والعمل على استدامتها، مشيدًا بالدور الذي تقوم به البحرين في مجال التوثيق والأرشفة الإسلامية ومشاركتها الدولية في هذا المجال

وفي ختام الندوة، سلم معالي المشرف العام على المركز الوطني للوثائق والمحفوظات الدكتور فهد بن عبدالله السماري الدروع والتُقِطت الصور التذكارية